الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث يحدث في حيّ ابن سينا: حفرة مياه تودي بحياة طفل.. وعائلته تقاضي الصوناد

نشر في  08 مارس 2017  (10:56)

 11 فيفري 2017، تاريخ لن يمحى من ذاكرة عائلة السيد عبد السلام التوتي، ومن ذاكرة اهالي ابن سينا بالكبارية، ففي هذا اليوم استفاقت المنطقة على فاجعة كبرى تمثلت في غرق الطفل أمير ابن العشر سنوات ـ وهو تلميذ يزاول تعليمه بالسنة الثالثة ابتدائي ـ  في حفرة مياه وذلك بعد ان دفعه طفل لم يتجاوز عمره الـ15 سنة ..

حادثة خلفت الحزن والألم في عائلة سي عبد السلام، وفي حديث جمع أخبار الجمهورية بوالدة الضحية أمير السيدة منية الحيدري، أكدت لنا ان احد الأطفال اصطحب ابنها الى حفرة مياة يبلغ عمقها حوالي 3 امتار، واشارت الى أن الحفرة  احدثتها الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه حيث تتجمع بها مياه الامطار والمياه المتسربة من مياه خزان تابع للشركة المذكورة، مضيفة أن هذه الحفرة غير محمية وغير مسيجة، وواصلت محدثتنا سرد تفاصيل الواقعة بقولها ان الطفل المذكور آنفا عمد الى دفع ابنها أمير بالحفرة، وقد تم ايقافه وايداعه بمركز الاحداث بالمروج.
وذكرت محدثتنا أن ابنها بقي في الحفرة المشار اليها قرابة الساعة الا ربعا قبل انتشاله من قبل احد المواطنين، وبينت ان الحفرة تحتوي على محرك لامتصاص المياه وهو الذي جذب جثة ابنها الى اسفل الحفرة مما عسّر عملية انقاذه، واكدت السيدة منيرة أن الاهالي اتصلوا بأعوان الحماية المدنية، وبوصولهم على عين المكان رفضوا التدخل، مما اجبر احد المواطنين على القاء نفسه داخل الحفرة ومحاولة العثور على ابنها وانقاذه، ـ والعهدة على من روت ـ وافادتنا انه بانتشال ابنها بواسطة الحبال تدخل احد الاعوان واستلم الجثة ونقلها الى سيارة الاسعاف، وذكرت ان الاهالي حاولوا انقاذ ابنها بواسطة التنفس الاصطناعي لكنه كان قد فارق الحياة.
ونشير الى أن السيدة منيرة مدتنا بمقطع فيديو يظهر عملية انتشال جثة ابنها من الحفرة ويؤكد صحة روايتها.
من جهة أخرى، أكدت السيدة منيرة ان الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه تتحمل هي الأخرى مسؤولية غرق ابنها، حيث تغافلت الشركة المذكورة عن تسييج الحفرة او حمايتها رغم الشكاوى المقدمة من قبل الاهالي منذ سنة 2011، وقالت ان الشركة تجاهلت هذه الشكاوي واستهترت بحياة الأطفال، حيث أكدت ان طفلين غرقا في نفس المكان وان حادثة ابنها هي الثالثة على التوالي، ورغم ذلك لم تتدخل الشركة ولم تبادر بتسييج الحفرة مشيرة الى وجود قضايا مرفوعة ضد الشركة المذكورة، كما اكدت ان اعوانا من الشركة المذكورة حاولوا صيانة المكان اثر الحادثة لكنها منعتهم صحبة زوجها، مضيفة ان العائلة مصرة على تتبع الشركة المذكورة قضائيا، نتيجة استهتارها بأرواح المواطنين، مضيفة ان الحفرة موجودة بمكان قرب مدرستين ووسط حي سكني.

الحماية المدنية توضح

ونظرا الى أن العائلة اتهمت اعوان الحماية بالتقصير وعدم تدخلهم لانقاذ ابنهم أمير، كان لنا اتصال هاتفي بنجم الدين بالحاج المدير الجهوي للحماية المدنية بتونس، الذي افادنا أن الرواية التي جاءت على لسان عائلة الضحية امير فيها جزء من الصحة، حيث بين أن الطفل غرق فعلا في حفرة لتجمع المياه، مشيرا في المقابل الى أن الحماية المدنية تلقت يوم الحادث اشعارا بغرق طفل بحفرة صغيرة وانه تم انتشال جثته، وبناء على هذا الاشعار تحولت سيارة اسعاف تابعة للحماية المدنية وسيارة انقاذ، لكن وبوصول الاعوان على عين المكان اتضح ان الحفرة عميقة جدا وان الطفل مازال داخلها، مؤكدا انه ووفقا للاشعار المذكور لم يتم ارسال فريق غوص وهو ما حال دون تدخل الاعوان الموجودين على عين المكان لأنهم ليسوا مخولين لمثل هذه المهام، وبين محدثنا انه تم الاتصال بفريق الغوص لكن وقبل وصولهم انتشل احد المواطنين الى انتشال الجثة، وذكر محدثنا انه لم يكن هناك اي تقصير وان تحرك اعوان الحماية كان وفق المعلومات التي وصلتهم، وختم بقوله ان الحفرة هي عبارة عن تجمّع لمياه الصوناد ومياه الامطار وانها عميقة وتتطلب فريق غوص ..

محضر المعاينة

من جهتنا تمكنا من الحصول على نسخة من محضر المعاينة الذي اشرف عليه عدل منفذ لدى الدائرة القضائية للمحكمة الابتدائية تونس، حيث جاء في المحضر أن الحفرة التي غرق فيها أمير، هي غير مسيجة وغير مغطاة وليست محمية ودون حراسة وهي عبارة عن تجمع للمياه المتسربة من خزان يتبع الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه حيث تبعد الحفرة عن الخزان حوالي 10 أمتار، وجاء في محضر المعاينة، أن الخزان يبعد حوالي 200 متر عن منزل الضحية كما أنه يتوسط مدرستين اعداديتين قريبتين وهما مدرسة ابن سينا 2 و3 وقريب من اقامة سكنية.
وجاء في محضر المعاينة أن الحفرة المذكورة ممتلئة تماما، وعميقة الى درجة لا يتسنى رؤية المحرك داخلها، وهي تشكل خطرا كبيرا على المارة.
ولاحظ عدل المنفذ وجود بالوعة كبيرة وعميقة الى جانب الحفرة مملوءة بالماء وغير مغطاة او مسيجة ولا تتوفر على اي وسيلة من وسائل الحماية اللازمة وتشكل هي بدورها خطرا كبيرا على حالها ذلك .
وتضمن نص المعاينة وجود مياه راكدة تحيط بجوانب كبيرة من الخزان المذكور كما ان المياه بصدد الانسياب المتواصل من الخزان لتصب في الحفرة .

توضيح الداخلية

وفي اتصال بمصدر من وزارة الداخلية تم اعلامنا ان الشرطة العدلية ابن سينا هي من تكفلت بالبحث في هذه القضية، وانه تم ايقاف طفل يبلغ من العمر 15 سنة، وذكر مصدرنا ان تهمة القتل العمد لم تثبت على الطفل المذكور وان الايقاف تم بناء على بعض الشهادات وشبهة الدفع، مؤكدا ان الأبحاث جارية وان الملف في عهدة القضاء ولا يمكن مدنا بمزيد من التفاصيل.

الصوناد تتهرب

من جهة اخرى نذكر اننا اتصلنا في اكثر من مناسبة ولمدة 4 ايام بالشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه في شخص المكلفة بالاعلام التي رفضت مدنا بأي توضيح وطالبتنا بارسال الوثائق التي بحوزتنا، كما اتصلنا بالرئيس المدير العام للشركة السيد محمد الداهش وراسلناه لكنه رفض الرد على مكالماتنا بداية الامر قبل ان يؤكد بداية الاسبوع انه مشغول في اجتماعات وانه سيعاود الاتصال بنا لكنه لم يف بوعده، واتصلنا ايضا باحد المديرين الذي رفض مدنا بأي توضيح مؤكدا جهله بالموضوع، وبالتالي نكون قد استوفينا كل الطرق للحصول على توضيح ورد من قبل الشركة المذكورة بوصفها المتهم الرئيسي في هذه القضية ..

تحقيق: سناء الماجري